تقارير

لقاحات كورونا: أيّها ينتشل العالم من الفناء؟

جانفي 2020 تاريخ أعلن ظهور جائحة عالمية، لازالت الإنسانية تعيش ارتداداتها التي حصدت ملايين الأرواح في شتى أصقاع العالم، في حين كانت المخابر موطنا لصناعة السلاح الطبي الأنجع للقضاء على فيروس “كورونا” أو “كوفيد-19” نسبة إلى نهاية سنة 2019 تاريخ بداية الفيروس من مدينة “ووهان” الصينية.

ويوم 11 مارس 2020 أعلنت منظمة الصحة أن فيروس كورونا “كوفيد-19” يشكل “جائحة” عالمية، وأطلقت المنظمة يوم 18 مارس 2020، “تجربة التضامن” وهي سريرية دولية تهدف إلى “توليد” بيانات متينة من مختلف أنحاء العالم للتوصل إلى الأدوية الأنجع في علاج كوفيد-19.

وإنّ من أبرز اللقاحات العالمية التي أعلنت نتيجة تجاربها وفعالية عالية، لقاحا “فايزر-بيونتك” (Pfizer-BioNTech) و”مودرنا” (Moderna) الأمريكيان ولقاح “أسترازينكا” لجامعة أكسفورد (بريطانيا) ولقاح “سينوفارم” الصينى (Sinovac Biotech Ltd) واللقاح الروسى “سبوتنيك في” (Sputnik-V).

فمتى ظهر أوّلها؟ ما أبرز الفروق بينها؟ أيها الأنجع؟

أعراض فيروس “كورونا” الشائعة

رحلة اللقاحات..

يوم 11 أوت 2020، أعلن الرئيس الروسي “فلاديمير بوتين” أن بلاده وافقت على الاستخدام العام للقاح طوره معهد جماليا بموسكو يدعى “سبوتنيك في” (Sputnik-V) لعلاج فيروس كورونا، وذلك قبل الانتهاء من تجارب المرحلة الثالثة التي عادة ما تسبق اعتماد اللقاح إيذانا باستخدامه.

المقالات المتصلة

ويوم 15 أوت 2020، بدأت روسيا إنتاج “سبوتنيك في” (Sputnik-V)، وذلك وفقا لتقرير “سي إن إن” (CNN).

وفي 23 أوت 2020، أصدرت إدارة الغذاء والدواء الأميركية ترخيصا طارئا لاستخدام بلازما النقاهة لعلاج كوفيد-19، وهو مستخرج من دماء الأشخاص الذين تعافوا من عدوى فيروس كورونا.

ويوم 21 نوفمبر 2020، منحت إدارة الغذاء الأميركية تصريحا طارئا للعلاج التجريبي بالأجسام المضادة، الذي صنعته شركة التكنولوجيا الحيوية “ريغينيرون” Regeneron ويتكون من مزيج من اثنين من الأجسام المضادة القوية.

ويوم 2 ديسمبر 2020، منحت بريطانيا تفويضا طارئا للقاح فيروس كورونا المطور “فايزر-بيونتك” (Pfizer-BioNTech) من شركة “فايزر” الأميركية وشريكتها “بيونتك” الألمانية.

أما يوم 5 ديسمبر 2020، فبدأت روسيا عمليات التلقيح ضد فيروس كورونا. وتبعتها بريطانيا يوم 8 ديسمبر 2020 عمليات التلقيح باستخداكم لقاح “فايزر” الذي منحته إدارة الغذاء والدواء الأميركية يوم 11 ديسمبر 2020 تصريحا للاستخدام الطارئ.

ويوم 14 ديسمبر 2020، بدأ التطعيم لكورونا في الولايات المتحدة، وأعلن المسؤولون عن تسليم الجرعات الأولى من لقاح “فايزر” المعتمد من إدارة الدواء إلى جميع الولايات الخمسين، ومقاطعة كولومبيا وبورتوريكو، وفق “سي إن إن” (CNN).

ويوم 18 ديسمبر 2020، أذنت إدارة الدواء الأميركية بلقاح كوفيد-19 الذي صنعته شركة “مودرنا” (Moderna) للاستخدام في حالات الطوارئ، مما سمح بشحن ملايين الجرعات الإضافية في جميع أنحاء البلاد.

ويوم 19 ديسمبر 2020 أعلن “كريس ويتي” أكبر مسؤول طبي في إنجلترا أن هيئة الصحة العامة اكتشفت سلالة جديدة من كورونا، وتأكد أنها تنتشر بسهولة أكبر من السلالة الأصلية للفيروس، لذلك حذر علماء في دراسة لاحقة من أن السلالة الجديدة التي تنتشر في بريطانيا هي بمعدل وسطي معدية بنسبة 56% أكثر من النسخة الأولى، وحثوا على توزيع اللقاح بشكل سريع للمساعدة على منع حدوث المزيد من الوفيات.

ويوم 30 ديسمبر 2020، أعلنت مختبرات “سينوفارم” الصينية أن أحد لقاحاتها ضد كوفيد-19 فعال بنسبة 79%. وقالت الشركة في بيان إن اللقاح الذي تعده مختبرات “سي إن بي جي” في بكين فعال بنسبة 79.43%.

من جهتها، قالت الشركة البريطانية “أسترازينيكا” شريكة جامعة أكسفورد إن فاعلية لقاحها تبلغ 70% لكن يمكن أن يصل إلى 100% بجرعتين.

وأعطت وكالة الأدوية البريطانية الضوء الأخضر للقاح “أسترازينيكا”، وقال ناطق باسم وزارة الصحة “وافقت الحكومة (…) على توصية وكالة تنظيم الأدوية والمنتجات الصحية، على السماح باستخدام لقاح جامعة أكسفورد-أسترازينيكا ضد فيروس كورونا المستجد”.

ويوم 31 ديسمبر 2020 أعلنت الصين أنها رخصت “بشروط” لتسويق لقاح “سينوفارم” لفيروس كورونا، موضحة أن نحو 5 ملايين شخص ينتمون إلى فئات معرضة سبق وحقنوا بلقاحات مختلفة منذ الصيف.

كورونا من إعلان الجائحة إلى ظهور اللقاح

إذا سنورد عبر تقريرنا أبرز اللقاحات التي تلقى حاليا رواجا في شتى أسواق العالم، مع الإشارة إلى أنّ العديد من المخابر تسعى إلى إنتاج لقاحات جديدة للقضاء على هذا الوباء الذي تجاوز سنته الأولى، وفي ما يلي خلاصة ما توصلنا إليه:

لقاح “فايزر-بيونتك” (Pfizer-BioNTech)

من بين أشهر اللقاحات العالمية الرائدة لمواجهة فيروس “كورونا”، وقد حصل اللقاح على موافقة الاستخدام الطارئ من قبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية FDA.

حوار مع د. زهير السويسيالمختصّ في علاج الأمراض الصّدريّة

“فايرز” و”مودرنا” الأنجع… لكن التهافت والندرة يفرضان تنويع مصادر الاقتناء

صاحب ظهور اللقاحات في العالم العديد من الشائعات التي ارتقت بعضها إلى “الخرافات” عن مدى تأثير التطعيم في إنهاء الجائحة العالمية “كوفيد_19″ فضلا عن الصراع الخفي والمعلن بين مختلف الاقتصاديات للفوز بـ”جائزة” إنهاء الجائحة عبر لقاحها، وللإطلاع على أهميّة اللّقاحات الّتي تمّ التوصّل إليها حاليّا في العالم ومدى نجاعتها، التقى “ضاد بوست” مع الدّكتور زهيّر السّويسي المختصّ في علاج الأمراض الصّدريّة ونائب رئيس الجمعيّة التّونسيّة للأمراض الصّدريّة والحساسيّة، فكان الحوار التالي:

1/8

واسم اللقاح العلمي هو BNT162b2، وأثبتت التجارب النهائية أنّ نسبة فاعليته 95%، وهو لقاح من نوع “الحمض النووي الريبوزي المرسال” (messenger RNA)، فوفقا للمراكز الأميركية للتحكم بالأمراض والوقاية فإن لقاحات الحمض النووي الريبوزي المرسال هي نوع جديد من اللقاحات للحماية من الأمراض المعدية.

وتضيف أن هذه اللقاحات “تعلّم خلايانا كيفية صنع البروتين -أو حتى مجرد قطعة من البروتين- الذي يطلق استجابة مناعية داخل أجسامنا. وهذه الاستجابة المناعية التي تشمل صنع الأجسام المضادة تحمينا من الإصابة بالعدوى إذا دخل الفيروس الحقيقي أجسامنا”.

أما المكونات في لقاح “فايزر-بيونتك” فمنها -وفقا لمنشور على موقع إدارة الغذاء والدواء الأميركية-:

  1. نسخة صناعية من المادة الوراثية لفيروس كورونا المستجد، تسمى “الحمض النووي الريبوزي المرسال” (messenger RNA) أو “إم آر إن إيه” (mRNA) ، لبرمجة خلايا الشخص لإنتاج العديد من نسخ جزء من الفيروس، حيث تطلق هذه النسخ إنذارات في جهاز المناعة، وتحفزه على الهجوم في حالة محاولة الفيروس الحقيقي الغزو.
  2. دهون وكوليسترول
  3. كلوريد البوتاسيوم
  4. فوسفات البوتاسيوم أحادي القاعدة (monobasic potassium phosphate)
  5. كلوريد الصوديوم
  6. ثنائي هيدرات فوسفات الصوديوم ثنائي القاعدة (dibasic sodium phosphate dihydrate)
  7. السكروز

وتقول صحيفة “لوتان” (Le Temps) السويسرية إن تركيبات اللقاحين اللذين أنتجتهما كل من “مودرنا” (moderna) و”فايزر-بيونتك” تحتوي على دهون ومكونات نشطة وأملاح وسكر، ولكل مركب منها دور أساسي.

وقد رجحت مجموعة “بيونتك” الألمانية أن تكون قادرة على صنع “ملياري جرعة” من هذا اللقاح بحلول نهاية 2021 من أجل تلبية الطلب العالمي على اللقاح، وتوصلت المجموعة المشاركة لفايزر الأميركية في إنتاج اللقاح، إلى هذا التقدير بعد اعتماد “معيار جديد” يسمح بإعطاء 6 جرعات من كل زجاجة بدلاً من 5، وفق وثيقة نشرتها على موقعها.

وتعول “بيونتك” أيضا على “توسيع منشآتها الحالية”، بما في ذلك التشغيل المتوقع في فيفري لموقع إنتاج أوروبي جديد في “ماربورغ” في ألمانيا.

ويجب أن يُخزّن هذا اللقاح في درجة حرارة نحو 70 درجة مئوية تحت الصفر، إذ سينقل في صندوق معد خصيصاً لهذا الغرض، سيكون معبئا في صناديق ثلج جاف (ثاني أكسيد الكربون في الحالة الصلبة) وتثبت فيها أجهزة تعقب “جي بي إس”.

في الثاني من ديسمبر الماضي، أصبحت المملكة المتحدة أول دولة في العالم تعتمد لقاح “فايزر بيونتيك” للاستخدام على نطاق واسع.

وبعد ستة أيام، أصبحت “مارغريت كينان” البالغة من العمر 90 عاماً أول مريضة تتلقى التطعيم باللقاح في المستشفى الجامعي في مدينة كوفنتري. ومنذ ذلك الحين، تم تطعيم أكثر من مليون شخص في المملكة المتحدة بهذا اللقاح.

لقاح “مودرنا” (Moderna)

يعتمد لقاح “مودرنا” (Moderna) أيضا على تقنية الحمض النووي الريبوزي المرسال، مثل لقاح “فايزر-بيونتك”، ويحتوي بالإضافة إلى المادة الفعالة، على 4 أنواع من الدهون والمواد المضافة مثل الأملاح والسكروز. وقائمة مكونات اللقاح متشابهة مع لقاح “فايرز-بيونتك”، وإن اختلفت النسب والمقادير في وصفاتهما التي تظل سرية.

حوار مع د. زهير السويسيالمختصّ في علاج الأمراض الصّدريّة

1. ظهرت العديد من اللقاحات التي قال مخترعوها إنّها الأنجع في محاربة الجائحة العالمية “كورونا”، علميّا أيّها الأنجع إلى حدّ الآن؟

شهدت سنة 2021 إطلاق حملات التطعيم ضد فيروس كورونا حول العالم بطريقة متسارعة نظرا إلى تطور الوضعية الوبائية في عديد البلدان وبروز سلالات جديدة تحمل تغيير في طفرتها الجينية والتي تشمل “البروتيين الشوكي” للفيروس.

واللقاحان اللذان أثبتا أكثر نجاعة قاربت 95 بالمائة، هما لقاحا “مودرنا” (Moderna) و”فايزر”(Pfizer-BioNTech) وهما يعتمدان مادة وراثية تُعرف باسم “الحمض النووي الريبوزي المرسال” أو “mRNA”، لتحفيز الجسم على إنتاج أجزاء من البروتين تشبه قطع من فيروس “كورونا” وتحفيز الاستجابة المناعية، وهي تعد تقنية جديدة لم تُستخدم في اللقاحات الحالية، ويعتبران الأكثر تلاؤما مع المسنين والمصابين بأمراض مزمنة، ويتطلبان التخزين في درجات حرارة شديدة الانخفاض.

نجد بعد ذلك لقاحا النواقل وهما أسترازينيكا-أكسفورد.. AstraZeneca و”سبوتنيك في” (Sputnik-V) التي تستخدم فيروسا آخر حامل لمعلومات جينية لصنع “البروتيين الشوكي” ووصلت مجاعتهما إلى 90 بالمائة.

وأخيرا لقاح “سينوفارم” الصيني (Sinovac Biotech Ltd) الصيني المكون من فيروسات “كورونا” التي يتم قتلها باستخدام مادة كيمياوية أو حرارة عالية ثم تحويلها إلى لقاح لحث الجسم على تطوير استجابته المناعية، وهذه التقنية ليست جديدة حيث تمّ اعتمادها في إنتاج لقاح الأنفلونزا، ووصلت نجاعة هذا اللقاح إلى 80 بالمائة ولا يحتاج تخزينه في الثلاجة سوى 2 إلى 8 درجات مئوية.

وحسب التهافت على اللقاحات في العالم وندرتها يتوجب السعي إلى تنويع مصادر الاقتناء لكي يتم توفير أكثر عدد ممكن من اللقاحات مع العلم أن كل شخص يحتاج جرعتين لتوفير المناعة الكافية لمقاومة فيروس “كورونا”.

2/8

ويحتوي اللقاح على جسيمات نانوية دهنية (lipid nanoparticles)  في وسط سائل يُعرف بمحلول الفوسفات الملحي، ويتكون من مواد مثل كلوريد الصوديوم وكلوريد البوتاسيوم.

ذلك أنّه يوم 16 نوفمبر 2020، أصدرت شركة Moderna قراءة بيانات أولية من لقاح كورونا الخاص بها، مما يشير إلى معدل نجاعة بنسبة 94.5%، واسمه العلمي “mRNA-1273″، ويمكن حفظه فى درجة حرارة الثلاجة 20 درجة مئوية، وحصل على موافقة إدارة الغذاء والدواء الأمريكية FDA.

ويوم 11 جانفي 2021، وقالت الشركة المصنعة إن لقاحها يوفر حماية من الفيروس لعام واحد على الأقل، وذلك في “مؤتمر (جي بي مورغان) للرعاية الصحية” (J.P. Morgan Healthcare conference)، وفقا لما نقلت وكالة “رويترز”.

وقالت شركة الأدوية إنها واثقة من أن تقنية الحمض النووي الريبوزي المرسال “الرنا المرسال” (mRNA) التي استخدمتها كانت مناسبة تماما لنشر لقاح يعتمد على سلالة جديدة (new variant) من فيروس كورونا ظهرت في عدد من البلدان.

وأوضحت الشركة أنها تتوقع تسليم ما بين 600 مليون جرعة ومليار جرعة من لقاحها عام 2021، وتوقعت مبيعات متعلقة باللقاحات بقيمة 11.7 مليار دولار هذا العام، بناء على اتفاقيات الشراء السابقة الموقعة مع الحكومات.

ويحمي هذا اللقاح 94.5٪ من الناس، ويعطى اللقاح على جرعتين بفاصل زمني مدته أربعة أسابيع، ويعتمد لقاح “موديرنا” النهج ذاته المستخدم في لقاح “فايزر”، لكنه يختلف عنه في أن تخزينه أسهل لأنه يظل ثابتاً في مستوى 20 درجة مئوية تحت الصفر ولمدة تصل إلى ستة أشهر.

لقاح “سبوتنيك في” (Sputnik-V)

أعلنت روسيا يوم 11 جانفي 2021 أن 1,5 مليون شخص حول العالم تلقوا لقاح “سبوتنيك-في” الذي طورته ضد فيروس كورونا المستجد وجعل منه الكرملين أداة لتعزيز النفوذ الجيوسياسي، كما تعتزم تطوير نسخة “مخففة” لا تتطلب إلا جرعة واحدة لكن فاعليتها أقل.

وقال كيريل ديمترييف المدير العام لصندوق السيادي الروسي الذي مول صنع سبوتنيك-في، إن النسخة “المخففة” تهدف إلى تأمين “حل مؤقت فعال لعدة دول وصلت إلى ذروة انتشار الوباء، وتسعى لإنقاذ أكبر قدر ممكن من الأرواح”.

وفى تاريخ سابق يوم 11 نوفمبر 2020، قال مركز الأبحاث الوطني الروسي لعلم الأوبئة وعلم الأحياء الدقيقة، إن معدل فاعليته يبلغ 92% بعد الجرعة الثانية وقد استند إلى تحليل أولى مؤقت بعد 21 يومًا من الحقن الأول أثناء دراسة المرحلة الثالثة الجارية.

فى 24 نوفمبر 2020، أعلنت المنظمة فعاليتها بنسبة 95% بناءً على البيانات الأولية الجديدة كما عرضت مشاركة أحد نواقل الفيروس الغدي البشرى مع AstraZeneca لزيادة فعالية لقاح AstraZeneca.

وأشارت المنظمة إلى أن جرعة من اللقاح لن تكلف أكثر من 10 دولارات، أي حوالي نصف تكلفة لقاح فايزر، والاسم العلمي للقاح الروسي “Gam –covid-vac”.

لقاح أسترازينيكا-أكسفورد.. AstraZeneca

في 23 نوفمبر 2020، أعلنت شركة AstraZeneca وجامعة أكسفورد عن نتائج عالية المستوى من تحليل مؤقت للقاح “كورونا”، وأظهر فعالية تصل إلى 90%، مع عدم وجود حالات دخول المستشفى أو الحالات الشديدة لدى الأشخاص الذين تلقوه.

حوار مع د. زهير السويسيالمختصّ في علاج الأمراض الصّدريّة

2. هل العجلة التي اعتمدت في مسار صنع لقاحات ضد “كورونا” يخفض نسبة ‫ الوثوق بها؟

المسار العادي لتطوير لقاح يتطلب غالبا وقتا طويلا يستغرق 10 سنوات من الأبحاث الأولية ومراحل تجارب سريرية للتأكد من خلوه من كل التأثيرات الجانبية القريبة وبعيدة المدى وبحث مدى نجاعته في المجتمع، لكن هذه الفترة الزمنية لم تكن متاحة لخطورة الوضع الوبائي والخوف من ظهور وانتشار سلالات جديدة تهدد بفقدان نجاعة التلاقيح.

وقد أنجزت عديد فرق الأبحاث في العالم تقدما غير مسبوق من ناحية التكنولوجيا المستعملة وسرعة التقدم في التجارب السريرية أفضت إلى التأكد من نجاعة اللقاحات المتوفرة حاليا بدرجة تتراوح من 80 إلى 95 بالمائة ويتم حاليا مع بداية التطعيم في عديد من بلدان العالم التأكد من خلوه من الآثار الجانبية ولو على مدى قريب ومتوسط.

وطبقا للنتائج الأولية المسجلة تم تأكيد نجاعة التلاقيح المستعملة في إحداث مناعة ضد فيروس “كورونا” عند الأشخاص الذين انتفعوا بالتلقيح وبالتالي حمايتهم من الإصابة بالفيروس وبالحالات الخطيرة للمرض خاصة المسنين والمصابين بأمراض مزمنة ونقص في المناعة، لكن ما لم يتم التأكيد منه حاليا هو قدرة التطعيم على كبح جماح العدوى في المجتمع كما هو الحال حاليا في المملكة المتحدة التي شهدت ارتفاعا في عدد الحالات رغم تجاوز عدد الخمس ملايين ملقح.

3/8

واسم اللقاح العلمي “CHADOx1 2ncov- 19″، ويعتمد تقنية الفيروسات الغدية، ومن أبرز ميزاته أن كلفته ضئيلة تقارب 2.50 يورو للجرعة الواحدة (حوالي 3 دولارات)، مقارنة بحوالي 20 دولارا لجرعة لقاح “فايزر-بيونتك” (Pfizer-BioNTech)، وحوالي 30 دولارا لجرعة لقاح مودرنا (Moderna)، وفقا لما نقلت مواقع إخبارية.

واسم اللقاح العلمي “CHADOx1 2ncov- 19″، ويعتمد تقنية الفيروسات الغدية، ومن أبرز ميزاته أن كلفته ضئيلة تقارب 2.50 يورو للجرعة الواحدة (حوالي 3 دولارات)، مقارنة بحوالي 20 دولارا لجرعة لقاح “فايزر-بيونتك” (Pfizer-BioNTech)، وحوالي 30 دولارا لجرعة لقاح مودرنا (Moderna)، وفقا لما نقلت مواقع إخبارية.

واسم اللقاح العلمي “CHADOx1 2ncov- 19″، ويعتمد تقنية الفيروسات الغدية، ومن أبرز ميزاته أن كلفته ضئيلة تقارب 2.50 يورو للجرعة الواحدة (حوالي 3 دولارات)، مقارنة بحوالي 20 دولارا لجرعة لقاح “فايزر-بيونتك” (Pfizer-BioNTech)، وحوالي 30 دولارا لجرعة لقاح مودرنا (Moderna)، وفقا لما نقلت مواقع إخبارية.

ويتطلب لقاح “أسترازينيكا-أكسفورد” حرارة تتراوح بين درجتين و8 درجات مئوية، وهي حرارة البرادات العادية، خلافا للقاحي “مودرنا” و”فايزر-بيونتك” اللذين لا يمكن تخزينهما على المدى الطويل إلا بدرجات حرارة متدنية جدا، تصل إلى 20 درجة تحت الصفر للقاح الأول، و70 درجة تحت الصفر للقاح الثاني، وهذا الأمر يسهّل التلقيح على نطاق واسع.

ويعتمد لقاح “أسترازينيكا” على “ناقل فيروسي”، أي أنه يستند إلى فيروس آخر هو فيروس غدّي منتشر بين القرود، تم تعديله وتكييفه لمكافحة فيروس كورونا المستجدّ، وهي طريقة آمنة لخداع الجهاز المناعي وجعله يعتقد أنه يتعامل مع عدوى خطيرة، مما يؤدي إلى توليد استجابة مناعية وذاكرة مناعية يمكن أن تنشطا إذا واجه الجسم الفيروس الحقيقي المسبب للمرض.

وصرح المدير العام لشركة “أسترازينيكا” أن لقاحهم يُؤَمِّن حماية 100% من الأشكال الشديدة التي يتخذها فيروس “كوفيد-19”. وهذه الفعالية مهمة، لأنها تعني الحالات التي تكون حادة وتتطلب دخول المستشفى، والتي عادة ترتفع بينها نسب الوفيات، كما تضع ضغطا على المنظومة الصحية.

وأكد مختبر “أسترازينيكا” أنه وجد “الصيغة الرابحة”، لتكون فعالة مثل منافسيها “فايزر-بيونتك” (Pfizer-BioNTech) و”مودرنا” (Moderna).

ويتميز لقاح “أسترازينيكا-أكسفورد” بأنه الأرخص، إذ تبلغ كلفة الجرعة نحو 2.5 يورو (حوالي 3 دولارات)، مقارنة بحوالي 20 دولارا لجرعة لقاح شركة فايزر، وحوالي 30 دولارا لجرعة لقاح مودرنا، مع الإشارة إلى أن هذه الأسعار تتغير وفقا لحجم الطلبيات، وفقا لما نقلت مواقع إخبارية.

وسمحت وكالة الأدوية البريطانية للقاح أسترازينيكا، باستخدام لقاح جامعة أكسفورد-أسترازينيكا ضد فيروس كورونا المستجد، حيث أقرته بريطانيا يوم 30 ديسمبر 2020.

تجدر الإشارة إلى أنّه بدأ طرح لقاح أكسفورد للاستخدام في 5 جانفي 2021.

علّقت عدة دول استخدام اللقاح، لمخاوف من تسببه بتجلط الدم، وهو العارض الذي كان سببا في وفاة سيدة في الدانمارك بعد تلقيها اللقاح، والأمر ذاته تكرر في النمسا، مع الإشارة إلى عدم وجود تأكيد رابط قاطع بين حالتي الوفاة وبين تلقي اللقاح.

وانضمت مؤخرا دول ألمانيا وفرنسا وإيطاليا وإسبانيا والبرتغال وسلوفينيا لقائمة الدول التي علقّت اللقاح بشكل مؤقت، وهي القائمة التي بدأت بالدانمارك، ولحقتها النرويج والنمسا ودول أخرى كإيسلندا وبلغاريا وهولندا وإيرلندا، بينما رفضت سويسرا الترخيص منذ البداية.

وهناك دول خارج أوروبا إما أنها أجلت عملية البدء بالتطعيم بهذا اللقاح كالكونغو وأندونيسينا، أو أعلنت أنها لن ترخص للقاح كما فعلت فنزويلا.

وأوضحت دراسة من شركة البيانات البريطانية يوغوف أن القليل من الأوروبيين يثقون بلقاح “أسترازينيكا” مقارنة ببقية اللقاحات المستخدمة في أوروبا، وتصل نسبة الرافضين في ألمانيا لـ27 بالمائة، وفي فرنسا لـ22 بالمائة، وإيطاليا لـ23 بالمائة، بينما في الجهة المقابلة، يرفض 6 بالمائة من الألمان لقاح فايزر/بيونتيك.

نتائج الاستبيان

وأكدت الهيئة التنظيمية للأدوية في الاتحاد الأوروبي وجود صلة بين لقاح أسترازينيكا وجلطات الدم، وذلك مساء يوم الثلاثاء أفريل 2021.

وبين رئيس مديرية التهديدات الصحية واستراتيجية التطعيم في الوكالة الأوروبية “ماركو كافاليري” وجود صلة بين لقاح فيروس كورونا الذي تنتجه الشركة البريطانية السويدية “أسترازينيكا” وتكون الجلطات الدموية قائلا “لا نعرف حتى الآن ما الذي يسبب تحديدا مثل رد الفعل هذا. في الساعات المقبلة، سنعلن رسميا عن وجود مثل هذه الصلة، لكننا لم نفهم بعد كيف يحدث هذا الأمر”.

وحذر الأطباء الروس في وقت سابق زملاءهم من مخاطر لقاح أسترازينيكا، وفي هذا السياق قال ألكسندر غينسبورغ، رئيس مركز”غاماليا” الروسي للبيولوجيا المجهرية، إن اللقاح الأمريكي ضد فيروس كورونا “فايزر” قد تكون له مضاعفات على الأشخاص الذين يعانون من الحساسية.

من جانبها، أكدت السلطات الصحية البريطانية رصدها 30 حالة نادرة من التجلط الدموي عقب استخدام لقاح “أسترازينيكا” المضاد لفيروس كورونا المستجد.

وكانت السلطات قد أعلنت عن رصدها لخمس حالات في بداية الأمر ثم ارتفعت الحصيلة الأخيرة بمقدار 25 حالة جديدة.

كما أعلنت الوكالة الفرنسية لسلامة الأدوية عن رصدها حالتين جديدتين للوفاة بسبب التجلط الدموي لدى شخصين تلقيا لقاح “أسترازينيكا” المضاد لفيروس كورونا.

لقاح “سينوفارم” الصيني (Sinovac Biotech Ltd)

هو أحد اللقاحات الرئيسية المرشحة لمواجهة فيروس كورونا، حيث قال متحدث باسم شركة “سينوفاك” للتكنولوجيا الحيوية المحدودة إن لقاح فيروس كورونا الصينى (Sinovac Biotech Ltd) خلق أجسامًا مضادة بين 97% ممن تم إعطاؤهم معها في المرحلة النهائية من تجربة في إندونيسيا، كما حققت تجارب المرحلة الأولى والثانية لكورونا فعالية بنسبة 90%.

وأوضحت “سينوفاك” أن الرقم 97 % يشير إلى معدل الانقلاب المصلي وهو منفصل عن فعالية اللقاح، حيث أن معدل التحول المصلي المرتفع لا يعني بالضرورة أن اللقاح يحمى الناس بشكل فعال من كورونا، مضيفة أن نتائج فعالية اللقاح ستظهر في جانفي الجاري بعد إعلان نتائج المرحلة الثالثة.

ويعتمد اللقاح تقنية النسخة غير النشطة من فيروس “كورونا”، ويتم تخزينه في 2 و8 درجات مئوية.

حوار مع د. زهير السويسيالمختصّ في علاج الأمراض الصّدريّة

3. ما فاعلية اللقاحات في ظل ظهور السلالة الجديدة للفيروس، خاصة أنّه في كلّ طفرة يغير الفيروس جزء من مادته الوراثية؟

يبدو حسب الأبحاث المنجزة حاليا خاصة بالنسبة إلى التلاقيح التي تستعمل تقنية “الحمض النووي الريبوزي المرسال” أي لقاحا “مودرنا” (Moderna) و”فايزر”(Pfizer-BioNTech)، أن تغييرات التركيبة الجينية للفيروس لم تؤثر بصفة ملموسة في فاعليتها، إلاّ أنّ الأمر يستحق بعض الوقت للتأكد من ذلك على أكبر عدد ممكن من المنتفعين بالتطعيم.

وتجدر الإشارة إلى أنه حسب التقارير الطبية الواردة عن لقاح “فايرز”، فإنّ فريق الأبحاث المكلف قادر أن ينجز في ستة أسابيع نسخة أخرى للقاح تكون متطابقة مع التغييرات الجينية التي قد تطرأ من جديد على الفيروس وتجعله مقاوم للقاحات المتوفرة، لكن هذا الأمر يتطلب إنتاج جرعات جديدة للعالم مع العلم أن طاقة إنتاج المخبر لا تتجاوز مليار وثلاثة ملايين جرعة في السنة، الشيء الذي يجعل هذه اللقاحات الجديدة غير كافية لتغطي حاجيات البلدان ذات الدخل الضعيف والمتوسط كتونس.

4/8

لا مناعة من “كورونا” !!

نبهت منظمة الصحة العالمية  يوم 11 جانفي 2021، أن المناعة الجماعية ضد كوفيد-19 لن تحدث هذا العام رغم بدء توزيع اللقاحات في بلدان عدة.

وقالت المسؤولة العلمية في المنظمة “سمية سواميناثان” من جنيف “لن نبلغ المناعة الجماعية في 2021″، مشددة على أهمية مواصلة تطبيق إجراءات الحماية مثل التباعد الاجتماعي وغسل الأيدي ووضع الكمامة للسيطرة على الوباء.

وقد كان يُعتقد أنه يجب أن يكون 60-70 في المائة من سكان العالم محصنين مناعيا كي يتوقف تفشي الفيروس بسهولة (مناعة القطيع) – أي مليارات الأشخاص ، حتى لو كان اللقاح يعمل بشكل مثالي، بيد أن هذه الأرقام سترتفع بشكل كبير إذا انتشرت أشكال (سلالات) جديدة من الفيروس أكثر قابلية للانتقال والعدوى على نطاق واسع.

ويشير التاريخ إلى أن أي لقاح قد يكون أقل نجاحاً لدى المسنين لأن الجهاز المناعي الذي بات يعاني من الشيخوخة لديهم لا يستجيب للقاح أيضاً، كما يحدث عند تلقيحهم بلقاح الإنفلونزا السنوي، لكن البيانات حتى الآن تشير إلى أن هذا قد لا يمثل مشكلة في بعض لقاحات كوفيد 19.

وقد تتغلب الجرعات المتعددة على أي مشاكل، كما يمكن إعطاؤها جنباً إلى جنب ما يعرف بالعلاج المساعد، وهو عقار يعزز جهاز المناعة.

تحدي السلالة الجديدة…

شهد فيروس “كورونا” عدة تطورات جينية منذ بدء التفشي، وهو ما يخشى البعض من أنه يهدد فعالية اللقاحات الحالية، ففي الطفرة يغير الفيروس جزء من مادته الوراثية، وهذا قد يؤدي إلى أن يصبح اللقاح غير فعال.

ففيروس كورونا -الذي تم اكتشافه لأول مرة في ووهان بالصين- ليس هو نفسه الذي سنجده في معظم أنحاء العالم، وذلك وفقا لتقرير جيمس غالاغر في “بي بي سي” (BBC).

مع ذلك، فإن المعطيات التي صدرت حاليا من بعض مطوري اللقاحات تقول إن لقاحاتهم فعالة ضد السلالة المتحورة الجديدة التي ظهرت في بريطانيا، فمثلا أعلنت الحكومة الألمانية أن خبراء الاتحاد الأوروبي توصلوا إلى خلاصة مفادها أن اللقاحات الراهنة المضادة لفيروس كورونا تتصف بالفاعلية لمكافحة السلالة الجديدة من كوفيد-19.

وقال وزير الصحة ينس شبان لقناة التلفزيون العامة “زد دي إف” (ZDF) “استنادا إلى كل ما نعرفه حتى الساعة، وإثر اجتماعات بين خبراء السلطات الأوروبية، فإنه لا تأثير (للسلالة الجديدة) على اللقاحات التي لا تزال فعالة”.

وأضاف شبان “سيكون ذلك خبرا جيدا جدا”. وكان يشير إلى لقاح “فايزر-بيونتك”.

وصرح المستشار العلمي للحكومة البريطانية “باتريك فالانس” بأن لقاحات كوفيد-19 تبدو ملائمة في تحفيز استجابة مناعية للسلالة الجديدة للفيروس.

وأميركيا، صرح رئيس الجهود الحكومية لتطوير لقاح كورونا الطبيب منصف السلاوي لـ “سي إن إن” بأنه من المرجح أن يكون اللقاح فعالا ضد السلالة الجديدة.

حوار مع د. زهير السويسيالمختصّ في علاج الأمراض الصّدريّة

4. هل يلغي اللقاح البروتوكولات الصحية المعتمدة حاليا من ارتداء للكمامة ‫وتباعد جسدي؟

بالطبع لا، حيث أن التطعيم يسير حاليا بنسق غير سريع لا يسمح بإحداث مناعة في المجتمع تفوق 70 بالمائة على الأقل، وهي النسبة –نظريا- التي تسمح بتغيير البروتوكولات الصحية.

وتجدر الإشارة إلى أن القضاء على خطورة الفيروس يتطلب توفير جرعات لقاح لجميع البلدان لأن استفحال الوباء في بعض البلدان التي لم يسعها التمتع باللقاح يفتح الباب أمام ظهور سلالات جديدة للفيروس مقاومة للتلاقيح تهدد العالم بجائحة جديدة.

5/8

وأعلن المدير العام لمختبرات “أسترازينيكا” أن اللقاح قادر على مكافحة السلالة الجديدة من فيروس كورونا المستجد، والتي تسببت بفورة إصابات جديدة في بريطانيا.

وقال “باسكال سوريو” لصحيفة “صنداي تايمز” “نرى في الوقت الراهن أن اللقاح يفترض أن يكون فعالا” ضد السلالة الجديدة، “لكن لا يمكن التأكد من ذلك، وبالتالي سنقوم بتجارب”.

وأكد أنه تم إعداد صيغ جديدة تحسبا لأي احتمال، مبديا أمله بألا تدعو الحاجة إلى استخدامها، لكنه أضاف “يحب أن نكون على استعداد”.

مبادرة “كوفاكس” لإنقاذ العالم…

قول الدكتور زهير السويسي المختصّ في علاج الأمراض الصّدريّة ونائب رئيس الجمعيّة التّونسيّة للأمراض الصّدريّة والحساسيّة في حوار جمعه بـ”ضاد بوست” إنّ اللقاحات لا تلغي طبعا البروتوكولات الصحية المعتمدة من طرف منظمة الصحة العالمية “حيث أن التطعيم يسير حاليا بنسق غير سريع لا يسمح بإحداث مناعة في المجتمع تفوق 70 بالمائة على الأقل، وهي النسبة –نظريا- التي تسمح بتغيير البروتوكولات الصحية.

وأشار محدثنا إلى “أن القضاء على خطورة الفيروس يتطلب توفير جرعات لقاح لجميع البلدان لأن استفحال الوباء في بعض البلدان التي لم يسعها التمتع باللقاح يفتح الباب أمام ظهور سلالات جديدة للفيروس مقاومة للتلاقيح تهدد العالم بجائحة جديدة”.

حوار مع د. زهير السويسيالمختصّ في علاج الأمراض الصّدريّة

5. هل أنّ من أصيب سابقا بفيروس “كورونا” لن يستفيد من اللقاح؟

هناك حاليًا خبرة قليلة جدًا عن العدوى ومدة الحماية التي توفرها، لكن يبدو أن الإصابة بالمرض قد لا توفر مناعة كافية، وأن التطعيم بجرعتين يوفر حماية أطول.

كذلك، في سياق النقص أو محدودية كمية الجرعات، قد يتم تأجيل إعطاء الجرعة الثانية للمصابين بالمرض لمدة 90 يومًا، حيث من المحتمل أن يوفر اللقاح الحماية لمدة 90 يومًا على الأقل.

6/8

وأوضح الدكتور السويسي أنّه “في المراحل الأولى من حملة التطعيم، الهدف هو حماية الأشخاص المعرضين لخطر المضاعفات للاستشفاء لتجنب الموت، إذا ثبت أن لقاح Covid-19 فعال ضد العدوى الفيروسية (وليس المرض فقط)، وبالتالي ضد انتقال الفيروس، فسيكون من المثير للاهتمام الوصول إلى عتبة معينة من تغطية اللقاح من أجل تعزيز المناعة الجماعية، وبالتالي حماية الأشخاص الذين لا يمكن تطعيمهم بشكل غير مباشر، أو حتى السماح بوقف الوباء.

إنهاء الجائحة على المستوى العالمي يتطلب توفير اللقاح لجميع البلدان والشروع في التطعيم في أقرب الآجال لتوفير المناعة الجماعية العالمية، لكن لا يمكن منطقيا حسب قدرات الإنتاج للمخابر توفير هذه الكمية قبل عامين على الأقل”.

وهذا ما أكّدته منظمة الصحة العالمية في موقعها الرسمي، ولتوفير المناعة المجتمعية (70 بالمائة) التي أشار إليها محاورنا، استهلت مبادرة تسريع إتاحة أدوات مكافحة كوفيد-19 (كوفاكس) في نهاية أفريل 2020، في حدث شارك في استضافته المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، ورئيس فرنسا، ورئيس المفوضية الأوروبية، ومؤسسة بيل وميليندا غيتس، وتجمع هذه المبادرة معاً الحكومات والعلماء والشركات والمجتمع المدني والمؤسسات الخيرية ومنظمات الصحة العالمية (مؤسسة بيل وميليندا غيتس، والائتلاف المعني بابتكارات التأهب لمواجهة الأوبئة، ومؤسسة وسائل التشخيص الجديدة المبتكرة، والتحالف العالمي من أجل اللقاحات والتمنيع، والصندوق العالمي، والصندوق العالمي لمكافحة الأيدز والسل والملاريا، ومؤسسة ولكوم الاستئمانية، ومنظمة الصحة العالمية والبنك الدولي).

ووحدت هذه المنظمات صفوفها لتسريع القضاء على الجائحة من خلال دعم تطوير الاختبارات والعلاجات واللقاحات التي يحتاجها العالم وتوزيعها على نحو منصف، سعيا إلى الحد من الوفيات والمضاعفات الوخيمة للمرض، واستعادة النشاط المجتمعي والاقتصادي الكامل على الصعيد العالمي على المدى القريب، وتيسير المكافحة الرفيعة المستوى لمرض “كوفيد-19” على المدى المتوسط.

ومساء يوم الثلاثاء 3 فيفري 2021، نشرت آلية “كوكافس” المعنية بتوزيع عادل للقاحات ضد فيروس كورونا وخصوصا على الدول الفقيرة، الأربعاء قائمة البلدان الأولى التي ستتلقى اللقاحات والكمية التي ستحصل عليها في النصف الأول من العام  2021

ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية “أ ف ب” عن اختصاصية التلقيح في منظمة الصحة العالمية آن ليندستراند خلال مؤتمر صحافي عبر الفيديو أن توزيع اللقاحات سيتم “بالتناسب مع عدد السكان” في الدول الـ145 المدرجة على قائمة كوفاكس.

حوار مع د. زهير السويسيالمختصّ في علاج الأمراض الصّدريّة

6. هل يمكن أن نثق بقدرة اللقاحات على إنهاء الجائحة قريبا؟

في المراحل الأولى من حملة التطعيم، الهدف هو حماية الأشخاص المعرضين لخطر المضاعفات للاستشفاء لتجنب الموت، إذا ثبت أن لقاح Covid-19 فعال ضد العدوى الفيروسية (وليس المرض فقط)، وبالتالي ضد انتقال الفيروس، فسيكون من المثير للاهتمام الوصول إلى عتبة معينة من تغطية اللقاح من أجل تعزيز المناعة الجماعية، وبالتالي حماية الأشخاص الذين لا يمكن تطعيمهم بشكل غير مباشر، أو حتى السماح بوقف الوباء.

كذلك، في سياق النقص أو محدودية كمية الجرعات، قد يتم تأجيل إنهاء الجائحة على المستوى العالمي يتطلب توفير اللقاح لجميع البلدان والشروع في التطعيم في أقرب الآجال لتوفير المناعة الجماعية العالمية، لكن لا يمكن منطقيا حسب قدرات الإنتاج للمخابر توفير هذه الكمية قبل عامين على الأقل.

7/8

وحسب هذه اللائحة، فإن الدول التي ستتلقى أكبر عدد من الجرعات خلال النصف الأول من العام الجاري هي الهند ونيجيريا وباكستان وإندونيسيا والبرازيل وبنغلادش.

وسيتم توزيع ما يقارب 337,2 مليون جرعة بصورة إجمالية، ستمكن من تلقيح 3,3% من سكان الدول الـ145، مع التركيز على المواطنين الأكثر عرضة للمرض ولا سيما أعضاء الفرق الطبية.

وحددت كوفاكس التي تديرها منظمة الصحة العالمية وتحالف “غافي” للقاحات، إحدى المنظمات التي تعمل على ضمان إمداد الدول الفقيرة، هدفا يقضي بتوزيع جرعات تكفي لتلقيح 20% من سكان الدول المشاركة بحلول نهاية 2021، كما يتضمن البرنامج آلية تمويل موجهة إلى الدول الفقيرة.

وحسب الوثيقة التي نشرت الأربعاء، فإن كوفاكس تتوقع حاليا توزيع 1,2 مليون جرعة من لقاح فايزر/بايونتيك خلال الفصل الأول من 2021، بشرط إبرام اتفاقات إضافية، وستستكمل هذه الدفعة “بكميات أكبر” من اللقاح الذي طورته شركة أسترازينيكا مع جامعة أكسفورد.

وجاء في الوثيقة “سيتم توفير كميات إضافية من جرعات لقاح فايزر/بايونتيك خلال الفصل الثاني وما بعده، طبقا لعقد الشراء المبكر الموقع بين غافي وفايزر/بايونتيك لكمية قصوى قدرها أربعون مليون جرعة”.

حوار مع د. زهير السويسيالمختصّ في علاج الأمراض الصّدريّة

7. ختاما، ماذا يجب أن تفعل تونس للاستفادة من اللقاح؟ وأيّها تختار؟

تونس مطالبة بتكثيف مساعيها للحصول على جميع اللقاحات المتوفرة حاليا لكي لا تتأخر في بداية التطعيم الذي أصبح ملحا لسببين وهما التهديد الجدي بتواجد السلالة الجديدة بيننا والحرص على حماية الشريحة المعرضة أكثر لخطورة المرض وهي المسنين والمصابين بأمراض مزمنة.

من مصلحة تونس أن تنضوي في منظومة عالمية تضمن لها الحصول على حصتها في مرحلة تشهد سعي جميع البلدان المتقدمة إلى الاستحواذ على جميع الجرعات المتوفرة في السوق.

جميع اللقاحات المتوفرة حاليا أثبتت نجاعتها بدرجة متفاوته ونظرا إلى الطلب العالمي وندرة الكميات المتوفرة، اختيار أنواع اللقاحات غير مطروح حاليا وغير منصوح به لبلد نام كتونس.

8/8

وختمت أن “الجرعات الإجمالية تغطي متوسط 3,3% من سكان الدول الـ145 المشاركة”، تماشيا مع الهدف الرامي إلى تلقيح 3% من السكان خلال الأشهر الستة الأولى من 2021، وهو ما “يكفي لحماية المجموعة الأكثر عرضة للخطر مثل عناصر الفرق الطبية”.

غير أن هذه التوقعات تتوقف على عدة عوامل، منها مدى استعداد البلدان.

كما أنه يتحتم على منظمة الصحة المصادقة على اللقاحات قبل توزيعها، وهي لم تعطِ حتى الآن الضوء الأخضر سوى للقاح فايزر/بايونتيك الذي سمحت سلطات عدة بلدان بتوزيعه. أما لقاح أسترازينيكا، فلم يحصل بعد على موافقتها.

وقالت آن ليندستراند “هذا أمر رائع. بإمكاننا الشروع في التلقيح. ستنطلق العملية خلال الأسابيع المقبلة، وفق ما أوردته وكالة الأنباء الفرنسية.

 الفيديو التعريفي يمبادرة “كوفاكس
المصدر: منظمة الصحة العالمية (اللغة الانقلزية)

منى الكوكي

صحفية حاصلة على الأستاذية من معهد الصحافة وعلوم الإخبار بمنوبة، سنة 2009 اختصاص صحافة مكتوبة. عملت مدير تحرير وكالة الأنباء التونسية الخاصة "بناء نيوز" وصحفية بجريدة "الضمير" (توقفت عن الصدور) في تونس.
زر الذهاب إلى الأعلى